الذكرى ال 104 لـ”وعد بلفور”

يصادف يوم الثاني من نوفمبر الذكرى ال 104 لـ”وعد بلفور”، الذي أعطته حكومة بريطانيا لليهود، لإقامة “وطن قومي” على أرض فلسطين، دون أن تملك الحق في ذلك، في أكبر عملية احتيال سياسي في العالم، قام فيها من لا يملك بتمكين من لا يستحق.

بهذه المناسبة المشؤومة قرر رئيس دولة فلسطين محمود عباس تنكيس العلم الفلسطيني في الثاني من تشرين الثاني من كل عام في ذكرى “إعلان بلفور” فقد أصدر سيادته قرارا بتنكيس العلم الفلسطيني على مؤسسات الدولة وسفاراتها وممثلياتها في دول العالم كافة، في الثاني من شهر تشرين الثاني من كل عام، الذي يصادف ذكرى “إعلان بلفور” المشؤوم.

وجاء في القرار الرئاسي، تنكيس العلم على مؤسسات الدولة وسفاراتها وممثلياتها كافة، في اليوم الثاني من تشرين الثاني من كل عام، وذلك تنديدا “بإعلان بلفور”، وما تمخض عنه من تشريد لشعبنا الفلسطيني وسلب لحقوقه المشروعة، وتذكيرا للعالم أجمع، وبالذات المملكة المتحدة، بضرورة تحمل المسؤولية لتمكين شعبنا من حقوقه المشروعة المتمثلة في الاستقلال والحرية والعودة.

” وعد بلفور” يمثل الرسالة التي أرسلها آرثر جيمس بلفور، وزير خارجية بريطانيا، بتاريخ 2 نوفمبر 1917 الى اللورد اليهودي ليونيل والتر دى روتشيلد، يشير فيها لتأييد حكومة بريطانيا لإنشاء “وطن قومي لليهود” في فلسطين.

مثل وعد بلفور دعما سياسيا بريطانيا رسميا  للصهيونية ، وشجع على هجرة اليهود من كافة أنحاء دول العالم إلى أرض فلسطين ، حيث كان عدد اليهود في فلسطين ابان اعلان الوعد الذي أعطى فلسطين وطنا قوميا لهم لا يزيد عن 55 الف ، اي نحو 8% من عدد السكان ، فقد شطب الوعد حقوق اصحاب الارض الفلسطينيين الأغلبية المتجذرة في الأرض، مقابل أقلية قدمت من الخارج عبر هجرات غير شرعية .

رفض الفلسطينيون هذا الوعد وقاوموه واعتبروه أبشع انتهاك ارتكب بحقهم، فقد تسبب في تشريدهم وتوزيعهم على دول الشتات، والعالم بأسره، وحملوا  بريطانيا بالاخص وغيرها من الدول الاوروبية والولايات المتحدة الامريكية  مسؤولية إنهاء معاناتهم التي يشهد العالم فصولها ومآسيها حتى اليوم.

وعد بلفور لا يزال يشكل أكبر مظلمة تاريخية ما زالت قائمة من خلال الاحتلال الإسرائيلي الجاثم على أرض فلسطين، واللاجئين الفلسطينيين المشردين والمشتتين خارج ديارهم في مخيمات اللجوء والذين ينتظرون نصرة المجتمع الدولي لهم، ورفع الظلم التاريخي عنهم من خلال عودتهم الى ديارهم التي هجروا منها عام 1948 طبقا لما ورد في قرار الجمعية العامة للامم المتحدة رقم 194.

بهذه المناسبة يؤكد الشعب  الفلسطيني على حقه بالحصول على اعتذار رسمي من بريطانيا عن الوعد المشؤوم ، ويطالبها بالاعتراف بدولة فلسطين على حدود الرابع من حزيران عام 67 بعاصمتها القدس الشرقية، وتحمل مسؤولياتها تجاهه ونصرة قضيته العادلة، باعتبارها الدولة الأولى المسؤولة عن مأساته الانسانية والتي ما زالت تداعياتها قائمة ، وتقديم كل أشكال التعويض السياسي والمالي والاقتصادي للشعب الفلسطيني.

(كان عدد اليهود في فلسطين عام 1800 نحو خمسة آلاف، وفي عام 1876 كان عددهم لا يزيد عن 14 ألفاً, وفي عام 1918 لم يتجاوز عددهم 55 ألفاً أي نحو 8% فقط من السكان, وبدعم الاحتلال والقهر البريطاني في فلسطين تمكن اليهود من زيادة عددهم إلى 650 ألفاً سنة 1948 أي نحو 31.7 % من إجمالي عدد السكان).